Saturday, August 23, 2014

القضية الغزية

إن أقسى ما يمكن للمرء أن يتحمله هو انتظار موته !
وبالطبع أنا أتحدث عن البشر في غزة لعلي أذكر العالم بوجودهم وبكونهم بشراً كما يوجد هناك بشر في الولايات المتحدة والسعودية 
والإمارات وأينما حطت قدماك .


تراودني أسئلة هل حقاً بأن العالم لا يدري بكوننا بشراً أم أنه يتعامى عن ذلك ؟ أو بالأحرى علي أن أقول بأنه يتسابق لإلصاق علامة "إرهابي" على جباهنا وكأنها علامة تجارية تعني بأن هذا البشري حلال قتله بالقوانين الدولية وإن كان كذلك فكلنا إرهايين وبشرف !


ياللعار كم من طفل استشهد وكم من طفل استشهدت أمه وبقي يحرث أحزان الدنيا وكم من طفل استشهد أباه وبقيت أمه تحرس دموعه دعونا نتحدث عن الأطفال فالكبار يتحملون ضربات الموت لكن الصغار هم الذين عرفوا الموت حديثاً ولم يفهموه إلا في كلمة شهيد وأقول ياللعار ليس لنتنياهو أو يعلون أو جون كيري أو بان كيمون صاحب القوانين الإنسانية بتحريم قتل المدنيين بل أقول ياللعار للعرب الذين تصيبني حالة اشمئزاز عندما أذكرهم على لساني حالة من القرف المطلق تستكينني عندما أذكرهم . وعلى حد علمي أن القضية اليوم ليست قضية عرب أو مسلمين بل هي قضية إنسانية فقط . أنتَ لا يجب عليكَ أن تكون عربياً لكي تكون مع غزة فقط عليك أن تكون إنساناً لتشعر وأنصحك بالابتعاد كلياً عن فكرة الكينونة العربية . كلمة إنسان أشرف وأحق بكم من كلمة الخزي "عربي".

إن مشكلة إسرائيل هي ليست حماس أو الجهاد الإسلامي إنها المشكلة الأساسية وهي الوجود الفلسطيني, هم طعنوا كل حفنة رمل من فلسطين فكيف لا يطعنون الفلسطيني فيها حقيقةً إن ما يريح إسرائل هي أنها لا تريد فلسطيني على الأرض المقدسة التي دنستها أجسادهم الخبيثة القاتلة.
يريدون لإسرائيل أن تقتل وتهدم وتصنع بحوراً من الدم بقذائفها تجاه الأجساد البشرية ويردون الشعب الفلسطيني مكتوف الأيدي مقفل الفم مفتوح الأعين ومازالوا يقولون نريد نزع سلاح المقاومة ألا يحق لنا أن نمتلك جيشاً يقاتل من يقاتلنا إن المقاومة وبالقوانين الدولية لديها الحق في التسلح. ونحن في الصغر كانت أمهاتنا تعلمنا من يضربك اضربه لأنك إن سكت مرةً ستصبح عبداً له بعد ذلك.


وأسألكم : إن كانت إسرائيل دولة فهل لها حدود ؟! ماذا يعني علم إسرائيل ؟! إنهم يخططون للحصول على دولة من النيل الى الفرات وخسئوا من وجود من يدافع عن أرضه بسلاحه وله كل الأحقية في ذلك .  قال جندي إسرائيلي للعالم : إن حدود إسرائيل هي حيث يضع إسرائيلي بوستاره ! يالاشمئزازي من العرب ! ..

يقولون عنف متبادل وتراودني ضحكة أشعلت في نار السخرية ! كيف يكون متبادلاً يا أسياد العار ؟ نعم فغزة مستقلة ولديها مطار وميناء وحتى الغزيين لكل منهم جواز سفر وجيوش عظيمة وطائرات حربية ومن طرز خاصة وسرية !! أين هذا إن كان عنفاً متبادلاً ؟!


وأذكركم فقط بأن الحرب قد بدأت بعد المصالحة الفلسطينية وهنا تكمن الأهداف السياسية الإسرائيلية من الحرب أولها ضرب المصالحة الفلسطينية وثانيها القتل ثم القتل ثم القتل وذبح غزة كالشاه الصغيرة تاهت عن أمها فغاصت في بحور من الدم والمجازر.


لِمَ لمْ يثر العالم عندما قتل واحرق الطفل محمد خضير وثار عندما ادعت إسرائيل بأن هناك ثلاث مستوطنين اختطفوا ؟! إن إسرائيل علمت بأن المستوطنين الثلاثة كانوا قد قتلوا في حادث سيارة واتهموا حماس بأنها خطفت المستوطنين الثلاث وجميع الفصائل الفلسطينية أنكرت ذلك وأولهم حماس والجميع يعلم مدى مصداقية حماس, وبعد هذا تم حرق الطفل محمد خضير ولم يكتفوا  بهذا الطفل بل قتلوا أضعافاً من الأطفال في الحرب على غزة.


اسرائيل منذ بداية الحرب لم يكن لها أي سبب رئيسي للحرب تريد قتل الفلسطينيين جميعهم وأمام أنظار العرب ولا أشك بأن إسرائيل يوماً من الأيام ستدعس على أوجه العرب الذين تعاملوا معها ببوستارها. إسرائيل هي النسخة الثانية طبق الأصل عن النازية .


ونهايةً أقول بأن القضية قضية وطنية وتُحل أيضاً بالتوحد تجاه هدف واحد  
وهو العيش بوطن !

 وكفى بالله وكيلا !

Thursday, July 24, 2014



في الحرب .. 


في الحرب نتعلم أن كل دقيقة إضافية في عداد العمر هي هدية من الله ..

في الحرب على الجميع أن يكون على استعداد تام لتلك اللحظة التي فيها سينكسر جزء منه لسماعه أنه فقد عزيز أو أخ أوقريب أو جميعهم .

في الحرب ترى عند كل باب بيت حقيبة تحوي بداخلها أوراق وشهادات مهمة حتى ما إذا جاء قرارٌ بالإخلاء .

في الحرب تتقرفص الأفكار على طاولة التحقيق ويصبح الجميع محللاً سياسياً ومناضلاً وطنياً وشيخاً دينياً

في الحرب يختبئ الطفل بين ذراعي أمه وأمه تختبئ بين ذراعي زوجها والزوج يرتقب سكينة الجدران فتهوي الجدران وتسقط الأم ويصرخ الطفل ويستشهد الأب .

في الحرب سيمفونية موسيقية حفظ إيقاعها سكان القطاع تعزف على مسرح الرأس فتكاد تشقه نصفان وبالمناسبة لم يبق أحد إلا ولعن ذاك الإيقاع .
في الحرب ترى الحمساوي والفتحاوي والجبهاوي والجهاد الإسلامي وإلخ كلهم يقاتلون لهدف واحد كلهم ينتمون لحزب واحد وهو " مقاومين " , وهذا أفضل ما في الحرب إنها الوحدة يا سادة سيدة الموقف .

في الحرب يصبح كل شيء غال ما عدا تذكرة الموت فهي أسهل ما يمكن الحصول عليه , أخرج إلى الشارع ليلاً وانتظر دقيقتان وكل شيء بصاروخ ينتهي

في الحرب وأنت ترى الأشياء تتعمق فيها فلربما تكون هذه آخر مرة ترى فيها هذه الأشياء .

أنت في الحرب ليلاً وأنت تتفحص كل قطعة حجر من سقف منزلك تحاول تخيل الشعور بالألم الذي سيصيبك إذا ما انهال على جسدك كأنه وحش ينقض على فريسته تحاول أن تقسم السقف لأجزاء حتى تعطي كل جزء نصيبه من جسدك نعم نحن نتعامل بالعدل ولا للظلم !

أنا لم أخض تجربة الموت من قبل لكني أحاول قدر المستطاع أن أتصور الكيفية التي يكون عليها الموت لا أدري إن كانت مؤلمة أم أنها مجرد ثواني وتنتهي , هل سأموت بلمحات البصر أم أن الحكاية أطوول من ذلك ! .. كم أرجو في تلك اللحظة أن تنساب روحي كنهر الأردن المعتق برائحة ياسمين الشام وأن تكون حولي أشعة نور تشعرني بالسلام الذي لم أعشه يوماً وأنا حية .
لا أدري إن كان حقاً باستطاعة روحي قبل أن تصل إلى خالقها أن تحلق في سماء غزة حتى تصل إلى القدس فتلقي آخر نظراتها على أجمل مكان في العالم والذي طالما حلمت بأن أراه وأنا حية !

كنا قبل الحرب نرتقبُ المستقبل الجميل بأمنيات تتطاير مع الهواء محلقة في السماء البعيدة تحملها معها الغيوم فلعلها تنزل مع نزول المطر لكن أما الآن فنحن إن حلمنا لا نحلم سوى بالعيش كما الجميع يعيش نخاف أن نحلم حتى لا نحلم ويختفي كل شيء ولا نعود نحلم 

نحن في الحرب نسعى لأن نحيا إما عيشاً كريماً أو نموت ونحن رافضين 
عيش الذل والرضوخ .


نحن في غزة بخير طمنونا عنكم ؟

نحن في الحرب نسعى لأن نحيا إما عيشاً كريماً أو نموت ونحن رافضين عيش الذل والرضوخ .
نحن في غزة نموت ماذا عنكم ؟
نحن في غزة نجوع ماذا عنكم ؟
نحن في غزة نسكن المدارس ماذا عنكم ؟
نحن في غزة نصرخ ماذا عنكم ؟
نحن في غزة نقاتل ماذا عنكم ؟
نحن في غزة نمثل لا أريد أن أسألكم ماذا عنكم فدوركم هو أن تشاهدوا وتقيموا أدوارنا ..

هل أتقن هذا الطفل دور الشهيد الإرهابي ؟
وهل أتقنت تلك الأم دور الإرهابية المجنونة الباحثة على ولدها بين الأنقاض ؟

وهل كان اللون الأحمر على جسد الطفلة يلمع بشكل مثالي لتستسيغه أعينكم
 ؟
وهل كانت الحجارة رثة حتى تُهدم بسرعة أم في المرة المقبلة علينا أن 
نزيد صلابتها حتى تكون الأشلاء أكثر عند هدم المنزل ؟

هل كان المسجد معبئاً كفاية بالمصلين لجعل المشهد يبدو أفضل عند إلقاء القذيفة عليه فتتطاير الشظايا والأطراف في كل مكان أم يحتاج المزيد من الناس ليبدو أفضل ؟

هل كانت فكرة سديدة لأن يهدم الشجاعية بأكمله أم كان من الأفضل أن تطول مسافة الهدم لتصل إلى حي الرمال ؟


هل كان جري أطفال بكر على ميناء غزة سريعاً كثيراً فلم تصب الطائرة إلا أجسادهم الصغيرة أم في المرة المقبلة على أصحاب الدور أن يبطئوا قليلاً حتى تقذف الصواريخ على الرؤوس مباشرة ليتشتت الجسد الصغير بأكلمه فيبدو المشهد أجمل من هذه الناحية ؟


هل تكفي تلك المشاهد ؟؟؟؟؟
أم تريدون المزيد لتسعد قلوبكم بالدماء ؟؟؟


هل وهل وهل ؟؟
إلى متى  ألا تقيمون الأدوار وتنتهون ؟؟
كفانا دماً ! كفانا أشلاءً ! كفانا شهداء ! كفانا حرقة ! كفان ألم ! كفانا وجع ! كفانا موت !!

وكفانا وكفانا وكفى بالله وكيلا !